كيف يتعامل الأبوان مع ابنتهما المتمردة؟

من طرف Hossam الأربعاء 11 مايو 2011, 04:31

يعد وجود مراهق في المنزل أمرا صعب لدى الكثيرين، خاصة إذا كان المراهق فتاة، حيث تمر الفتيات خلال مرحلة المراهقة بتغيرات فسيولوجية تظهر بوضوح على تكوينها الجسماني، إلي جانب محاولتها المستميتة لحب الظهور وجذب الانتباه إليها، الأمر الذي يجعلها ربما تمارس هوايات مختلفة أو تغير استايل و اختيارات ملابسها بشكل جذري.

ليس هذا فقط، فالرغبة في الخصوصية والاستقلال عن الأبوين أمر مرتبط ارتباطا وثيقا بمرحلة المراهقة بشكل عام، ولكن تكمن الصعوبة في التعامل عندما يتحول الأمر لدى الفتاة من الرغبة في الاستقلال إلى التمرد علي القواعد و الأسس الأسرية.
وحتى تمر مرحلة مراهقة ابنتك بسهولة ويسر دون مشاكل، نقدم لكل أبوين خمس نصائح هامة لكيفية معالجة الأمور مع ابنتهما في إطار تحقيق الاحترام المتبادل بينهما و بينها دون إحداث أي خلل في العلاقة قد تؤثر في شكل التعامل على المدى البعيد.

النصيحة الأولي:
لا تخجلا أو تترددا في إظهار مدى حبكما لابنتكما من وقت لآخر، فتلك الطريقة من أبسط الأساليب التي تظهر بوضوح لابنتكما تقبلكما لها و اعتزازكما بها، مما يسمح بوجود مجال للتحاور والإنصات.فغالبا ما تبدأ مشاعر التمرد لدى المراهق، عندما يشعر بأنه شخص غير مقبول، وبالتالي يحاول أن يجد طريقته الخاصة لاحتواء الموقف.

النصيحة الثانية:
حاولا قدر الإمكان أن تعطيا ابنتكما مساحتها الخاصة بها، فلا تفرضا عليها أي قرارات دون مناقشة و محاولة الوصول إلي حلول ترضي جميع الأطراف، فالتزمت لا يحمد عقباه حيث لا يؤدي سوى لتمرد الفتاة و شعوركما بفقدان السيطرة على مجريات الأمور.
ومن أكثر الأمور التي تحدث تصادم بين الأبوين وابنتهما المراهقة، هو اعتراضهما علي استايل و قطع ملابسها المختلفة و طريقة تصفيفها لشعرها، لذلك اتركا لها حرية تجريب أشياء جديدة ومختلفة عليها، دون أن تشعراها أنكما مستاءان أو تلاحقاها دوما بإصدار الأحكام المسبقة.

النصيحة الثالثة:
ضعا قواعد تحكم العلاقة بينكما وبين ابنتكما، مع شريطة أن تناقشا تلك القواعد معها مسبقا فإذا شعرتما أنها صارمة تفاوضا معها لإيجاد حل وسط فعندما تجد المراهقة أن القواعد صعبة فإنها ترفضها تماما.
وفي حالة الاتفاق على الحدود و القواعد المطلوبة، عليكما أن تتحدثا معها عن النتائج التي يمكن أن تترتب في حالة عدم التزامها بما تم الاتفاق عليه، لتكون على علم مسبق بكافة الأمور و نتائجها قبل أن تفكر أو تقرر فعل أي شئ.

النصيحة الرابعة:
إياكما وأن تحاولا مقارنة تصرفاتها و سلوكها بشخص آخر مثل أحد أقاربها أو أصدقائها أو حتى نفسيكما، فالقيام بمثل ذلك الفعل يعمل علي تدمير نفسيتها و هز ثقتها بنفسها، مما يجعلها على المدى القريب أن تشعر بأنكما غير مهتمان بسماع احتياجاتها لتلبيتها.
فمسألة وجود بعض الشد و الجذب بينكما وبين ابنتكما المراهقة، أمر عادي ومتوقع وبالتالي لا تبالغا في ردة فعلكما وحاولا التحكم في انفعالاتكما وإعطاءها المجال للإفصاح عما بداخلها من غضب.

النصيحة الخامسة:
استمعا لابنتكما بإنصات وهي تعبر عن رغباتها و أحلامها، واحذرا التقليل من قيمة ما تقوله باتهامها بالغباء وعدم النضج بعد.انصتا إليها بعقل وقلب متفتحين وحاولا تدارك الأمور، ولا تقاطعانها أبدا أثناء كلامها حتى تشعر أنكما حقا تهتمان بما تقوله.
وأخيرا، عليكما معرفة أن مرحلة المراهقة من أكثر المراحل العمرية، التي تحتاج لتفهم و عناية من نوع خاص دون ملل أو الشعور بالغضب من أي تصرفات من ابنتكما قد تجدانها غير مسئولة، وفي حالة شعوركما بأن الأمور قد خرجت عن السيطرة و التعامل مع تمرد ابنتكما أصبح مستحيلا، لا تترددا في عرضها على طبيب متخصص لتجنب أي من العواقب السيئة مثل لجوئها إلى المواد المخدرة أو إصابتها بالاكتئاب، حيث يكون قد فات الأوان.